أبوظبي: «الخليج»

اجتمعت اللجنة العليا لحماية المستهلك برئاسة المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد رئيس اللجنة، وذلك لمناقشة تأثير تطبيق ضريبة القيمة المضافة في أسواق الدولة منذ مطلع العام الجاري.
بلغت الشكاوى التي استقبلتها مراكز اتصال حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد والدوائر الاقتصادية، أكثر من 7400 شكوى في الأيام الثلاثة الأولى على تطبيق الضريبة، ليتراجع المعدل إلى أقل من 500 مكالمة يوم 15 يناير.
شارك في الاجتماع، الذي عقد في فندق «غراند حياة» بدبي، خالد علي البستاني، المدير العام للهيئة الاتحادية للضرائب، إلى جانب المهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي، وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية، وحميد بن بطي المهيري، الوكيل المساعد لقطاع الشؤون التجارية بالوزارة، كما شارك في الاجتماع حمد بوعميم، المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي، وبمشاركة ممثلين عن مصرف الإمارات المركزي، ونخبة من ممثلي الجهات الاتحادية والمحلية من أعضاء اللجنة العليا لحماية المستهلك.
ركز الاجتماع على أهمية تطوير التنسيق بين كافة الجهات الاتحادية والمحلية المعنية بتطبيق الضريبة للتعامل بالصورة المثلى مع التحديات الناجمة عنها، وبحث سبل تطوير آليات التعاون لتعزيز الرقابة على الأسواق وضمان حماية المستهلك، حيث تم تأكيد أهمية تفعيل دور السلطات المحلية المختصة في متابعة الأسواق في كافة الإمارات وتعزيز الرقابة عليها والمساهمة بصورة فاعلة في استقبال الشكاوى والبت فيها. كما أكدت اللجنة أهمية تكثيف الجولات التفتيشية، واتخاذ الإجراءات العقابية والجزائية في حق المخالفين.

توحيد الخطاب الإعلامي

وأوضحت اللجنة أهمية تعزيز المعرفة والوعي لدى مختلف الفئات التي تمسها الضريبة، بما يشمل التجار وأصحاب الأعمال ومنشآت القطاع الخاص والمستهلكين، وتطوير وتوحيد الخطاب الإعلامي بالتنسيق بين مختلف الجهات ذات الصلة، مع تأكيد أهمية الدور المنوط بوسائل الإعلام في تعزيز الرسائل التوعوية وتحري الدقة واستقاء المعلومات من البيانات من مصادرها الموثوقة.
كما استعرضت اللجنة ما تم إنجازه على صعيد تنفيذ دوارات تدريبية لمفتشي الدوائر الاقتصادية بشأن مخالفات الضريبة، في ضوء توصيات الاجتماع التنسيقي الذي عقد بين الوزارة والهيئة الاتحادية للضرائب والدوائر الاقتصادية في الثالث من يناير الجاري، والتي كان من أهمها تشكيل ألية متكاملة للتعاون المشترك في الرقابة على الأسواق وحماية حقوق المستهلكين.

الضريبة واستقرار السوق

وقال المهندس سلطان بن سعيد المنصوري إن اللجنة العليا لحماية المستهلك حريصة على تعزيز التعاون وتفعيل العمل بصورة منسقة بين الجهات الحكومية المعنية بتطبيق ضريبة القيمة المضافة على الصعيدين الاتحادي والمحلي، لضمان التلازم والتوازي بين التطبيق السليم للضريبة من جهة، واستقرار السوق وحماية المستهلك من جهة أخرى، الأمر الذي يستلزم اتباع أفضل آليات التواصل والتعاون وتضافر الجهود بين هذه الجهات، وفي مقدمتها الهيئة الاتحادية للضرائب ووزارة الاقتصاد ودوائر التنمية الاقتصادية.
وأشار إلى أن هذا الاجتماع للجنة يهدف بصورة أساسية إلى استعراض ومناقشة وتحليل ما نتج عن تطبيق الضريبة من ملاحظات ومشكلات وتحديات خلال الأسبوعين الأولين من تطبيقها، وذلك للدفع بجهود التعاون بين الجهات المعنية ولا سيما خلال المرحلة الراهنة وفق أساس واقعي ومدروس للوصول إلى آليات فعالة وخطط عملية تضمن النتائج الإيجابية المرجوة فيما يخص تواؤم القطاع الخاص مع النظام الضريبي الجديد والحد من ارتكاب المخالفات وتمكين ممارسات حماية المستهلك.

تناقص معدلات الشكاوى

وأوضح الوزير أن تطبيق النظام الضريبي ما زال في بدايته، وأن ظهور بعض الملاحظات والتحديات في هذه المرحلة هو أمر طبيعي ومتوقع، وهو ما يتم تلافيه وإيجاد الحلول الفعالة له عن طريق تكثيف التنسيق والتعاون المستمر بين الجهات المعنية، مشيراً إلى أن الأيام الأولى لتطبيق الضريبة شهدت معدلات عالية من الشكاوى التي استقبلتها مراكز اتصال حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد والدوائر الاقتصادية، حيث وصل إجمالي المكالمات الواردة في اليوم الأول إلى 3261 مكالمة، وفي اليوم الثاني 2110 مكالمات، و2049 مكالمة في اليوم الثالث، ولكن هذه المعدلات ما لبثت أن انخفضت مع مرور الوقت، حيث وصلت إلى معدل 493 مكالمة يوم 15 يناير 2018 الذي يوافق نهاية أول أسبوعين لتطبيق الضريبة.

توعية ورقابة

وأكد أهمية استمرار التوعية والرقابة الحكومية وتكثيف جهود مراكز الاتصال لدى وزارة الاقتصاد والدوائر الاقتصادية والهيئة الاتحادية للضرائب وإبراز أرقام الخطوط الساخنة في كافة إمارات الدولة لتلقي الشكاوى بوتيرة أكبر ومتابعتها وسرعة حلها بما يسهم في تقليل المخالفات ورفع نسبة التزام الأعمال التجارية الخاضعة للضريبة بضرورة استيفاء متطلباتها وبأهمية عدم استغلالها لرفع الأسعار بصورة غير مبررة.
ولفت وزير الاقتصاد إلى أهمية أن يشمل التنسيق بين الجهات المعنية بتطبيق الضريبة الجوانب المتعلقة بالخطاب
الإعلامي والتعامل مع استفسارات الجمهور بصورة تسهم في زيادة الوعي وتعزيز الجهود الحكومية المبذولة لضبط الأسواق وإيصال الرسائل الصحيحة من مصادرها الموثوقة. مؤكداً أهمية دور وسائل الإعلام في الدفع قدماً بهذه الجهود التوعوية وتعريف مختلف الأطراف بحقوقهم ومسؤولياتهم.

أطر قانونية

وأكد أن دولة الإمارات قطعت شوطاً مهماً في توفير الأطر المؤسسية والقانونية والتنظيمية الرائدة وفق أفضل المعايير لتطبيق ضريبة القيمة المضافة التي تمثل رافداً جديداً ومهماً لاستراتيجية تنويع مصادر الإيرادات التي تتبناها حكومة دولة الإمارات لتقديم أفضل الخدمات ودفع عجلة التنمية المستدامة، مؤكداً في الوقت نفسه أن حماية المستهلك تمثل أولوية قصوى في مختلف السياسات التنموية التي تتبناها الدولة، ومبيناً أهمية الاستمرار في تدريب الكوادر الوطنية المختصة على مختلف التفاصيل المتعلقة بتطبيق النظام الضريبي والتعاون في تطوير عمليات التفتيش وتعزيز الربط الإلكتروني بين الجهات المعنية بهدف تحقيق التكامل في الرقابة ما بين الناحية الضريبية والجوانب المتعلقة بحماية المستهلكين.

التواؤم مع الضريبة

وأكد مدير عام الهيئة الاتحادية للضرائب أن الهيئة حرصت على تنظيم حملات توعية استباقية وندوات وورش عمل تعريفية قبل التطبيق بعدة شهور وقامت الهيئة بتوفير كافة سبل التوعية لقطاعات الأعمال المعنية منذ مطلع عام 2017 فتم عقد أكثر من 60 ندوة وورشة تعريفية حضرها أكثر من 24 ألف متخصص لمختلف قطاعات الأعمال كما قامت الهيئة قبل تطبيق النظام الضريبي بعدة شهور بدعوة ومطالبة جميع
قطاعات الأعمال بالقيام بالاستعداد المبكر لتطبيق الإجراءات اللازمة وإدخال الأنظمة المحاسبية والمالية والتقنية اللازمة لتطبيق النظام الضريبي في الدولة.
وأضاف البستاني أن الفترة الماضية شهدت إقبالاً جيداً وارتفاعاً ملحوظاً في مستوى الوعي من قبل المستهلكين ومتلقي الخدمة وكذلك قطاعات الأعمال مشيراً إلى أن الهيئة حرصت على تبني سياسة الامتثال الضريبي الذاتي بحيث يصل المستهلكون وقطاعات الأعمال إلى القناعة التامة بأن الهيئة شريك إيجابي يهمه تحقيق مصالح كافة المستهلكين .

متابعة الأسواق

استعرض مسؤولو إدارات حماية المستهلك بالدوائر الاقتصادية بمختلف إمارات الدولة إجراءات متابعة الأسواق عقب تطبيق الضريبة، مع رصد وتصنيف طبيعة الشكاوى التي تم استقبالها وتحديدها تحت 3 فئات رئيسية وهي، شكاوى لارتفاع الأسعار، وشكاوى بشأن الرقم الضريبي (سواء عدم وجود رقم على الفاتورة أو كتابته بخط اليد)، وشكاوى بخصوص وجود خطأ في احتساب نسبة الضريبة ال5% على سعر السلعة.
وأفاد مسؤولو الدوائر الاقتصادية بأنه تم إخطار التجار والجهات التي وردت بشأنها الشكاوى عن وجود مخالفات في التطبيق وإعطائهم مهلة زمنية لتعديل أوضاعهم وفق الضوابط والشروط الخاصة بتطبيق الضريبة، وأشاروا إلى أن هناك متابعة مستمرة للأسواق للتأكد من تلافي أية مخالفات أو أخطاء وفي حال استمرار المخالفة سيتم تطبيق العقوبات التي ينص عليها القانون في هذا الصدد.


أدخل بريدك الالكتروني للحصول على أخر المستجدات

إرسال تعليق

 
Top