استمرت موجة البيع في «وول ستريت» أمس في ظل تصاعد معدلات العائد على سندات الخزانة الأمريكية، ما يعزز شكوك المستثمرين حول تصحيح ربما يكون بدأ في مسار الأسهم التي سجلت أرقاماً قياسية متتالية على مدى ثمانية أسابيع. وتراجع مؤشر داو جونز نحو 300 نقطة فور بدء جولة التداول الصباحية فيما اعتبره محلل «جيه بي مورغان» استراحة طبيعية. وقادت أسهم شركة «يونايتد هيلث» المسار التراجعي لقطاع الصناعات الدوائية والرعاية الصحية الذي فقد 1.7%. كما هبط مؤشر «إس آند بي 500» بنسبة 1.11% وفقد مؤشر ناسداك 1.14%
قال آرت هوغان كبير المحللين الاستراتيجيين في شركة «رايلي إف بي آر»: «لقد بلغت الأسهم مستويات غير منطقية ويدرك المستثمرون أن تلك المستويات غير قابلة للصمود أكثر. كما أن هناك تصدعاً في صورة النظام العالمي تتكشف تدريجياً عبر رفع معدلات أسعار الفائدة وحرب العملات».
وكان مؤشر داو جونز قد خسر 177 نقطة في تداولات الاثنين على خلفية ارتفاع العائد على فئة السنوات العشر من سندات الخزانة الأمريكية الذي بلغ 2.7 لأول مرة منذ منتصف 2014، ما آثار المخاوف من أن يؤدي استمرار ارتفاعه إلى التأثير سلباً في الأسهم. وتضاف تلك المخاوف إلى القلق المتصاعد من تشديد سياسات البنوك المركزية مع انتعاش معدلات التضخم خاصة في أوروبا والولايات المتحدة. وتراجع داو جونز 318.03 نقطة تعادل 1.20 في المئة إلى 26142.36 نقطة، وانخفض ستاندرد آند بورز 30.30 نقطة تعادل 1.06 في المئة إلى 2823.44 نقطة، ونزل ناسداك 77.55 نقطة تعادل 1.05 في المئة إلى 7388.25 نقطة.
وانخفضت الأسهم الأوروبية أمس في الوقت الذي اتخذت فيه الأسواق العالمية اتجاه العزوف عن المخاطرة مع تكبد القطاعات المرتبطة بالدورة الاقتصادية، بما في ذلك التعدين والخدمات المالية، أكبر الخسائر. وتراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.6 في المئة عند الفتح قبل أن ينخفض قليلاً بنسبة 0.4 في المئة عند مستوى مماثل لمؤشر الأسهم القيادية بمنطقة اليورو والمؤشر داكس الألماني.
تأتي الانخفاضات بعد جلسات تداول شهدت خسائر في آسيا وول ستريت تسبب في جزء منها انخفاض أسهم أبل. وتصدرت القطاعات المرتبطة بالدورة الاقتصادية قائمة القطاعات الخاسرة منذ بداية العام حتى الآن في الوقت الذي يبيع فيه المستثمرون أسهم تلك القطاعات لجني الأرباح بعد ارتفاع قوي. وتصدرت أسهم شركات التعدين والخدمات المالية قائمة الخاسرين، مع انخفاض معظم القطاعات.
ونزلت أسهم قطاع الموارد الأساسية 1.4 في المئة، لتتصدر القطاعات الهابطة في الوقت الذي انخفضت فيه أسعار المعادن متضررة من ارتفاع الدولار. وكانت أسهم أنجلو أمريكان من بين أكبر الأسهم الخاسرة. وكانت أسهم بنكي آي.إن.جي وإتش.إس.بي.سي وشركتي التأمين أكسا وبرودنشال من بين أكبر الأسهم انخفاضاً بين الشركات المالية. وتراجع مؤشر قطاع البنوك في أوروبا 0.8 في المئة وهبط مؤشر قطاع الخدمات المالية 0.7 في المئة. في الوقت ذاته فاقت أسهم قطاع التكنولوجيا في أدائها السوق ليرتفع مؤشره 0.2 في المئة. وفي أنحاء أوروبا، انخفض فايننشال تايمز 61.05 نقطة تعادل 0.80 في المئة إلى 7610.48 نقطة، وتراجع داكس الألماني 123.33 نقطة تعادل 0.93 في المئة إلى 13201.15 نقطة، ونزل كاك الفرنسي 38.65 نقطة تعادل 0.70 في المئة إلى 5482.94 نقطة.
وتراجع أغلب أسواق المال الآسيوية على خلفية تراجع أداء الأسهم الأمريكية في تعاملات بورصة وول ستريت مساء أمس، في حين حافظ الدولار الأمريكي على مكاسبه الأخيرة مع ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأمريكية إلى أعلى مستوى له منذ حوالي 4 سنوات، في ظل المخاوف من ارتفاع معدل التضخم. وبلغ العائد على سندات الخزانة ذات العشر سنوات أكثر من 2,7% وهو أعلى مستوى له منذ نيسان/‏ إبريل 2014.
وانخفض المؤشر نيكاي للأسهم اليابانية إلى أدنى مستوى له في شهر في ختام التعاملات أمس الثلاثاء، متأثراً بتراجع أسهم موردي أبل في حين سجلت أسهم شركات التعدين أداء ضعيفاً بفعل انخفاض أسعار النفط. وأغلق المؤشر نيكاي القياسي منخفضاً 1.4 في المئة عند 23291.97 نقطة وهو أدنى مستوى إغلاق منذ 29 ديسمبر/‏ كانون الأول. وتكبدت أسهم الشركات الموردة لأبل خسائر بعد أن تراجعت أسهم الشركة المصنعة لهواتف آيفون 2.1 في المئة بفعل أنباء عن أن الشركة ستخفض إنتاج هاتفها آيفون تن البالغ ثمنه 999 دولاراً إلى النصف.(رويترز)

أدخل بريدك الالكتروني للحصول على أخر المستجدات

إرسال تعليق

 
Top