وصف ماتيس مولر، رئيس «فولكس فاجن» المحاولات المثيرة للجدل في اختبار عوادم الديزل بأنها غير مقبولة. وخلال هذه الاختبارات، جرى تعريض قردة لمواد ضارة، وجاءت الاختبارات كجزء من دراسة؛ لإثبات أن الانبعاثات الضارة من سيارات الديزل انخفضت بشدة؛ بفضل تقنيات حديثة لتنقية العوادم. وأجريت الدراسة بتكليف من جمعية البحوث الأوروبية للبيئة والصحة في قطاع النقل، وهي مبادرة ممولة من شركات «فولكس فاجن» و«دايملر» و«بي إم دابليو». وبحسب مدير الدراسة، فإن «فولكس فاجن» تصدرت شركات السيارات لإجراء هذه الدراسة.
قال ماتيس مولر: إن هذه الطرق التي جرى استخدامها «خاطئة، وغير أخلاقية ومثيرة للاشمئزاز. وليس لها علاقة أبداً بالاستكشاف العلمي، ويؤسفني أن فولكس فاجن كواحدة من مؤسسي جمعية البحوث الأوروبية، شاركت في هذه العمليات، فثمة أمور ينأى المرء عن فعلها ببساطة». وطالب مولر باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة. وكانت «فولكس فاجن» اعتذرت في وقت سابق عن محاولات مستهدفة قامت بها في الولايات المتحدة، وعرّضت فيها القردة لمواد ضارة.
وفي هذا الإطار، ظهر اشتباه في أن اختبارات المواد الضارة لم يجر على القردة فقط؛ بل على بشر أيضاً، وجاء ذلك في تقرير للجمعية الأوروبية، تحدثت عنه صحيفتا «شتوتجارتر تسايتونج» و«زود دويتشه تسايتونج». غير أن توماس كراوس، مدير المعهد المختص التابع لجامعة آخن، نفى صحة هذه الاتهامات، مشيراً إلى أن مثل هذه الدراسة لم تتعرض لأثر تلوث الديزل في البشر.
وأدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشدة إجراء تجارب على قرود لاختبار مدى سمية انبعاثات الديزل، وطالبت بتوضيح ملابسات ذلك. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت في العاصمة برلين: «إجراء هذه التجارب على القرود أو حتى على البشر غير مبرر أخلاقياً بأي حال من الأحوال»، مضيفاً بقوله: «استياء كثير من الأشخاص يعد أمراً مفهوماً تماماً». وأكد أن مجالس الإدارة التابعة للجهات التي كلفت بإجراء هذه التجارب يقع على عاتقها حالياً مسؤولية خاصة في الإجابة عن أسئلة حساسة عن الهدف من هذه الاختبارات أيضاً. وأشار إلى أن شركات السيارات كان يتعين عليها تحجيم انبعاثات المواد الضارة من محركات الديزل والالتزام بقيم قصوى، وليس إثبات عدم الضرر المزعوم من الانبعاثات.
من جانبه، انتقد وزير النقل الاتحادي كريستيان شميت بشدة هذه الاختبارات وفقاً لما ذكره متحدث باسمه. وأضاف المتحدث أن لجنة تقصي الحقائق بالوزارة التي تقوم بالتحقيق في فضيحة انبعاثات العادم سوف تفحص في جلسة خاصة إذا ما كان هناك حالات أخرى أم لا، مؤكداً أن شركات السيارات مطالبة بالرد فوراً وبالتفصيل.
من جهته، طالب شتيفان فايل رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى شركة «فولكس فاجن» بتقديم إيضاحات كاملة حول استخدامها لحيوانات في اختبارات عوادم سيارات الديزل. وقال فايل، العضو بمجلس الإشراف والمراقبة على «فولكس فاجن» إنه يجب أيضاً معرفة ما إذا كانت سلسلة اختبارات أخرى من هذا النوع قد أجريت لهذا الغرض على البشر. وكان فايل وصف هذه المحاولات، مطلع الأسبوع الجاري، بأنها «عبثية ومقززة»، وتابع أن هذا سينطبق أكثر لو أن هذه المحاولات جرت على بشر.
من جانبه، حذر وزير الاقتصاد المحلي لولاية سكسونيا السفلى بيرند ألتهوزمان من طمس الحقائق حول التجارب التي أجريت على حيوانات في اختبارات عوادم الديزل. وقال ألتهوزمان، العضو في مجلس الإشراف والرقابة في «فولكس فاجن»: «يتعين أن يتحمل المسؤولون عن هذه التجارب الخاصة بشركات سيارات مختلفة مسؤوليتهم في هذه الواقعة.. لا ينبغي أن يحدث هنا أي طمس للحقائق أو تقليل من شأن ما حدث. أوصي بشدة بكشف كافة الملابسات»، مشيراً إلى أنه تم تجاوز حدود أخلاقية في هذه التجارب. (وكالات)

«فولكسفاجن» الأكثر مبيعاً عالمياً رغم الفضائح

مرة ثانية فشلت مجموعة «تويوتا موتور كورب» اليابانية في العودة إلى صدارة قائمة أكبر شركات السيارات في العالم من حيث المبيعات، رغم زيادة مبيعاتها خلال العام الماضي إلى 10.38 مليون سيارة.
وقد أعلنت «تويوتا» زيادة مبيعاتها خلال العام الماضي بنسبة 2.1 % على العام السابق، لكنها فشلت في استعادة القمة. في المقابل احتفظت مجموعة «فولكسفاجن» الألمانية بلقب أكبر شركة سيارات من حيث المبيعات في العالم خلال العام الماضي، حيث وصلت مبيعاتها إلى 10.74 مليون سيارة بزيادة نسبتها 4.3 % على العام السابق، وذلك رغم الفضائح المتلاحقة جراء انبعاثات العوادم وآخرها إجراء التجارب على القرود ثم البشر. (د ب أ)

المجلس الإشرافي للشركة يدعو للتحقيق

ذكرت وسائل إعلام ألمانية أن أعضاء المجلس الإشرافي لشركة «فولكسفاجن» لتصنيع السيارات دعوا إلى فتح تحقيق بشأن إجراء تجارب علمية بتعريض قردة لعوادم الديزل السامة. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد أفادت بأن شركات ألمانية لصناعة السيارات استخدمت مجموعة البحوث الأوروبية المعنية بالبيئة والصحة في قطاع النقل (إي.يو.جي.تي)؛ لإجراء دراسة للدفاع عن استخدام الديزل، وذلك بعد ظهور نتائج تشير إلى أن أبخرة عوادم الديزل تسبب الإصابة بالسرطان.
وأدانت شركات فولكسفاجن ودايملر وبي.إم.دبليو الألمانية الدراسة، التي أجريت عام 2014. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن برند ألتوسمان، العضو الممثل لولاية ساكسونيا السفلى في المجلس الإشرافي لفولكسفاجن، قوله إن هذه التجارب «سخيفة ولا تغتفر». ونقلت صحيفة (دي فيلت) عن برند أوسترلو، رئيس مجلس الأعمال في الشركة وعضو المجلس الإشرافي، دعوته إلى تحقيق مفصل في الأمر. وقال أوسترلو، إن طلب إجراء دراسة تشمل تجارب على حيوانات أمر غير أخلاقي، ولا يتماشى مع السلوك القويم. وأضاف: «لو كان المسؤولون في ذلك الوقت لا يزالون في مجلس الإدارة، فلا بد من اتخاذ إجراء إداري معهم».
وقد نشرت صحيفة (شتوتجارتر تسايتونج) الألمانية، أن المجموعة البحثية كانت أيضاً راعية لدراسات علمية اختبرت ثاني أكسيد النيتروجين، وهو غاز ينبعث مع عوادم السيارات، على البشر.


أدخل بريدك الالكتروني للحصول على أخر المستجدات

إرسال تعليق

 
Top