بدد النفط، أمس، المكاسب المبكرة، التي كان قد حققها وسط مخاوف المستثمرين بشأن زيادة إنتاج الولايات المتحدة، التي فاقت إثر إشارات على قوة الطلب والاعتقاد في قدرة قيود الإنتاج، التي تفرضها «أوبك» على تقليص المعروض. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي للتسليم في إبريل/نيسان 15 سنتاً، أو ما يعادل 0.2 في المئة، إلى 63.76 دولار للبرميل. وكان العقد قد ارتفع، أول أمس، إلى أعلى مستوى منذ السادس من فبراير/شباط عند 64.24 دولار للبرميل. ونزل خام القياس العالمي مزيج برنت عشرة سنتات، أو ما يعادل 0.2 في المئة، إلى 67.40 دولار للبرميل.
يطغى ارتفاع الإنتاج الأمريكي على أسواق النفط العالمية، ويأتي في الوقت الذي يقيد فيه منتجون آخرون كبار بينهم روسيا وأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مستويات الإنتاج؛ بهدف مساعدة الأسعار على الارتفاع. وقالت وكالة الطاقة الدولية، إن الولايات المتحدة ستتفوق على روسيا كأكبر منتج للنفط في العالم بحلول 2019 على الأكثر مع استمرار ازدهار قطاع النفط الصخري في البلاد. وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي للوكالة خلال مناسبة في طوكيو، إن الولايات المتحدة ستتفوق على روسيا كأكبر منتج للخام «بالتأكيد في العام المقبل» إن لم يكن هذا العام. وأضاف: «نمو النفط الصخري الأمريكي قوي جداً، الوتيرة قوية جداً، الولايات المتحدة ستصبح منتج النفط الأول في وقت قريب».
وارتفع مستوى إنتاج الخام الأمريكي فوق عشرة ملايين برميل يومياً أواخر العام الماضي للمرة الأولى منذ سبعينات القرن الماضي لتتفوق بذلك الولايات المتحدة على السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر، إن إنتاج الولايات المتحدة سيتجاوز 11 مليون برميل يومياً بحلول أواخر 2018. وسيقود هذا الولايات المتحدة إلى التفوق على روسيا أكبر منتج للخام في العالم، التي تضخ إمدادات دون هذا المستوى بقليل. وقال بيرول، إنه لا يتوقع بلوغ الإنتاج الأمريكي مستوى الذروة قبل 2020 ولا يتوقع تراجعاً في السنوات الأربع إلى الخمس التالية.
تأتي زيادة الإمدادات الأمريكية في الوقت الذي يقيد فيه منتجون آخرون كبار بينهم روسيا وأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مستويات الإنتاج؛ بهدف مساعدة الأسعار على الارتفاع. وتتزايد صادرات الخام الأمريكي، بما في ذلك إلى الأسواق الآسيوية الأكبر والأسرع نمواً في العالم، ما يقلص الحصة السوقية لروسيا وأوبك. في الوقت ذاته، هبط صافي الواردات الأمريكية من النفط الخام الأسبوع الماضي، بمقدار 1.6 مليون برميل يومياً إلى 4.98 مليون برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ أن بدأت إدارة معلومات الطاقة تسجيل البيانات في 2001، وهو ما يسلط الضوء على مزيد من التآكل في سوق ظلت أوبك تعتمد عليها لعقود.
وقال بيرول، إن نمو الإنتاج ليس قوياً في الولايات المتحدة وحدها، مشيراً إلى «كندا، والنفط الرملي على وجه الخصوص، والمشروعات البحرية البرازيلية. هما محركان رئيسيان لقيادة الإنتاج من خارج الولايات المتحدة». وبشأن الطلب، قال بيرول، إن وكالة الطاقة الدولية تتوقع نمواً بنحو 1.4 مليون برميل يومياً في 2018. (رويترز)

أدخل بريدك الالكتروني للحصول على أخر المستجدات

إرسال تعليق

 
Top