وذكر تقرير للاتحاد أن معدل حوادث الطائرات في عام 2017 (والذي يُقاس بخسائر الهياكل لكل مليون رحلة) بلغ 0.11، بما يعادل نسبة حادث واحد لكل 8.7 مليون رحلة جوية. ويشكل هذا الرقم تحسناً عن معدل 0.39 المُسجل عام 2016 والمعدل الخاص بالسنوات الخمس السابقة (2012- 2016) البالغ 0.33.
سجل عام 2017 وقوع 6 حوادث مميتة راح ضحيتها 19 حالة وفاة بين الركاب وطاقم الطائرة. ويُقارن هذا الرقم بالمعدل الوسطي البالغ 10.8 حوادث مميتة وحوالي 315 حالة وفاة سنوياً خلال السنوات الخمس السابقة (2012 - 2016)، وشهد عام 2016 وقوع 9 حوادث مميتة سببت 202 حالة وفاة. ولم تقع أي من الحوادث الست المذكورة خلال 2017 ضمن طائرات الركاب، حيث سُجلت 5 حوادث ضمن طائرات الدفع التوربيني، وحادث واحد ضمن طائرة شحن. وأسفر حادث طائرة الشحن عن 35 حالة وفاة بين طاقم الطائرة والضحايا على الأرض مكان التحطم. ولم يُسجل أعضاء الاتحاد خلال 2017 وقوع أية حادث مميت أو خسارة في الهياكل أو المعدات للطائرات النفاثة أو طائرات الدفع التوربيني.
حوادث عرضية
وقال ألكساندر دو جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي: «شكل عام 2017 عاماً جيداً للغاية فيما يتعلق بسلامة الرحلات الجوية، حيث نجح القطاع بنقل حوالي 4.1 مليار مسافر على متن 41.8 مليون رحلة بشكل سليم وآمن تماماً. وقد شهدنا تحسناً في جميع المقاييس تقريباً، وعلى المستوى العالمي ككل وفي معظم المناطق على حد سواء. ونسعى بشكل مستمر لتعزيز مستويات الأمان المميزة التي يتمتع بها القطاع. وقد شهد عام 2017 وقوع بعض الحوادث العرضية والكبيرة المؤسفة، والتي نسعى للتعرّف على مسبباتها وتجاوزها من خلال التحقيقات المكثفة، كما هو الحال ضمن الحوادث المؤسفة التي حصلت ضمن روسيا وإيران.
معارف ومعلومات
كما نعمل على استكمال هذه المعارف والمعلومات القيمة من خلال المؤشرات التي نستطيع جمعها من ملايين الرحلات التي تصل إلى وجهاتها بشكل آمن، إذ تسهم هذه المعلومات التشغيلية في تعزيز تطوير مجالات التحليل التنبؤية، والتي من شأنها أن تتيح لنا تفادي الظروف التي يمكن أن تؤدي لوقوع الحوادث. يدرك القطاع الآثار الجمّة التي تخلّفها الحوادث على جميع الأصعدة، ويتجسد هدفنا المشترك في السعي لضمان سير جميع الرحلات الجوية ووصولها إلى وجهاتها بشكل آمن».
خطوات كبيرة
واستمرت منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بتحقيق خطوات كبيرة فيما يتعلق بسلامة الرحلات الجوية؛ إذ لم تسجل شركات الطيران العاملة في المنطقة أية حوادث ضمن هياكل طائرات أو حوادث مميتة ضمن الطائرات النفاثة وطائرات الدفع التوربيني، وذلك للسنة الثانية على التوالي. كما سجل معدل حوادث هياكل الطائرات ومعدلات الحوادث الكلية تراجعاً بالمقارنة مع المعدل الوسطي للسنوات الخمس السابقة. إلا أن معدل حوادث هياكل طائرات الدفع التوربيني بلغ 5.70، ليشكل ارتفاعاً ملحوظاً عن معدل عام 2016 البالغ 1.52. وقد أسهمت هذه الأرقام في زيادة معدل الحوادث الكلي لعام 2017 ليبلغ 6.78، بالمقارنة مع 2.43 في عام 2016.
إفريقيا جنوب الصحراء
من جهته، قال دو جونياك: واصلت شركات الطيران في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تحسنها فيما يتعلق بأداء السلامة. ونهدف للوصول لأعلى مستويات السلامة على الصعيد العالمي. وللعام الثاني على التوالي، نجحت شركات الطيران في المنطقة بتفادي وقوع أية خسائر في أرواح المسافرين أو حوادث في هياكل الطائرات. إلا أن الهوة تبقى ماثلة ضمن أداء السلامة الخاص بأسطول طائرات الدفع التوربيني في القارة الإفريقية.
برنامج تدقيق السلامة التشغيلية
تم تصميم برنامج تقييم مستويات السلامة المعياري ليشمل شركات الطيران غير المؤهلة للانخراط في برنامج تدقيق السلامة التشغيلية، متيحاً لها فرصة لمرة واحدة للتطور التدريجي باتجاه تحقيق الالتزام الكامل وتلبية الشروط الخاصة ببرنامج (IOSA). وبالتوازي مع ذلك، ينبغي على الحكومات الإفريقية تسريع اعتماد القواعد والتوصيات الدولية المتعلقة بالسلامة (SARPs) الخاصة بمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، إذ ومع نهاية عام 2017، سجل 25 بلداً إفريقياً فقط نسبة 60% على الأقل في ما يتعلق باعتماد القواعد والتوصيات الدولية المتعلقة بالسلامة (SARPs).
وحققت شركات الطيران المنضوية ضمن برنامج تدقيق السلامة التشغيلية في العام 2017 معدلات حوادث كلية أفضل ب4 مرات من نظيراتها غير المنضوية (0.56 مقابل 2.17)، مع تفوق يقارب 3 مرات بالمقارنة مع الفترة بين 2012-2016. وينبغي على جميع أعضاء الاتحاد الدولي للنقل الجوي المحافظة على تسجيلهم ضمن برنامج (IOSA). وحالياً، تنضوي 423 شركة طيران ضمن السجل الخاص ببرنامج (IOSA)، منها 142 شركة من غير الأعضاء في الاتحاد الدولي للنقل الجوي. وسيعمل الاتحاد خلال السنوات القليلة المقبلة على اعتماد برنامج تحول رقمي من شأنه أن يتيح للهيئات المنضوية ضمن برنامج (IOSA) إجراء مقاييس مرجعية وقابلة للمقارنة لمستويات أدائهم. وعلى المدى الطويل، سيسهم التحول الرقمي في تركيز جهود التدقيق على النواحي التي تحمل أعلى معدلات الخطورة.
إرسال تعليق