أبوظبي: علي أسعد ووام
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلقت أمس في قصر الإمارات فعاليات ملتقى أسواق المال العالمية التاسع الذي ينظمه بنك أبوظبي الأول بالتعاون مع المصرف المركزي ومجلس أبوظبي للتطوير الاقتصادي.
وحضر انطلاق الفعاليات سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين في المجالات الاقتصادية والمالية.
يجمع الملتقى المالي الأبرز في المنطقة ــ الذي سيواصل انعقاده حتى 28 فبراير/شباط الجاري في قصر الإمارات بأبوظبي ــ خبراء في مجال الاقتصاد وصانعي القرار من دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم، وسيقدم آراء حول الاتجاهات الرئيسية التي تؤثر على الأسواق العالمية، ووجهات نظر حول أبرز القضايا الاقتصادية التي تواجه العالم في الوقت الراهن، ومن المتوقع أن يزيد عدد الحاضرين على 1600 شخص ليتم خلال يومي انعقاد المؤتمر التواصل بين المشاركين وتبادل الأفكار وصياغة جدول الأعمال المالي على المستوى العالمي.
واستهل الملتقى فعالياته بكلمة ترحيبية ألقاها خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية عضو المجلس التنفيذي والرئيس التنفيذي والعضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار، ليشارك بعد ذلك في جلسة نقاشية تطرقت إلى مسيرة التحول في أبوظبي إلى جانب الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها، إضافة إلى عبدالحميد سعيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول.
وتلت الجلسة النقاشية كلمة ألقاها سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة، وإجراء حوار مهم مع أحمد علي الصايغ، رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي.
وشملت فعاليات اليوم الأول كذلك جلسة نقاشية عن الدور الذي تلعبه الجهات الاستثمارية في الدولة وتأثير ذلك على البيئة الاقتصادية الراهنة، وشارك فيها كل من جابن بول فيلين، رئيس التخطيط الاستراتيجي في جهاز أبوظبي للاستثمار، وهانج بول تشانج، العضو المنتدب لقسم توزيع الأصول في مؤسسة الاستثمار الصينية.
عقب ذلك نقاش حول عدد من المسائل التنظيمية بمشاركة مبارك راشد المنصوري، محافظ المصرف المركزي والدكتور أحمد الخليفي، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، والدكتور محمد يوسف الهاشل، محافظ بنك الكويت المركزي وطارق عامر، محافظ البنك المركزي المصري.
كما ناقش مارك بليث، البروفيسور في الاقتصاد السياسي في جامعة براون، عدداً من المواضيع المتعلقة بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وذلك قبيل مشاركة ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني السابق، في حوار مهم ومتميز.
واختتمت فعاليات اليوم الأول من ملتقى أسواق المال العالمية بجلسات جانبية تطرقت إلى الأسواق العالمية والعملات الأجنبية الإلكترونية.
وأعرب عبدالحميد سعيد عن الشكر والامتنان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على دعمه ورعايته لهذا الملتقى، واللذين يؤكدان حرص سموه الدائم على مواكبة التطورات والتغيرات الاقتصادية العالمية لوضع دولة الإمارات في طليعة الدول الاقتصادية.
ورحب بصانعي القرارات السياسية وقادة الأعمال والمستثمرين من الدولة والعالم في ملتقى أسواق المال العالمية التاسع، مشيرا إلى أنه تماشياً مع شعار الملتقى ننمو معاً في ظل تحديات اليوم؛ فإن هذا الملتقى يمثل منصة لخبراء القطاع المالي والاقتصادي والقادة المفكرين لطرح آرائهم ووجهات النظر فيما يتعلق بالاتجاهات التي تشكل الأسواق والمشهد الاقتصادي العالمي، إلى جانب طرح أفكار جديدة تسهم في مواجهة التحديات المقبلة. ومن المقرر أن تتطرق نقاشات ملتقى أسواق المال العالمية التاسع كذلك إلى النفط، ومصادر الطاقة البديلة، والفرص المتاحة في الهند والصين والقيادة.
وبدوره قال عبدالحميد سعيد، إن اندماج بنك أبوظبي الوطني وبنك الخليج الأول في «بنك أبوظبي الأول»، أوجد مؤسسة مالية مرموقة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي بأصول وصلت إلى 182 مليار دولار، وهذا الاندماج واكب التحولات الكبيرة في أبوظبي، لا سيما في ظل التوقعات بمعدلات نمو جيدة للاقتصاد الوطني؛ حيث كان لابد من إيجاد مؤسسات مالية ذات جدارة مالية وائتمانية عالية تواكب النمو والتطور للاقتصاد الوطني، ويكون لها دور تنموي على الصعيد الإقليمي والعالمي.
وتابع: البنك الآن أقوى 50 بنكاً على مستوى العالم، وأن المرونة في عقلية أبوظبي واتساع مساحة الانفتاح والرؤية المستقبلية لأبوظبي ساهمت وسارعت في قرار الاندماج، وأن نتائج البنك بعد الاندماج تتحدث عن نفسها، فقد كانت نتائج قياسية، وتوزيعات على المساهمين بنسبة 70% أي ما يعادل 7.6 مليار درهم عن عام 2017.
وشدد سعيد على أن أداء البنك خلال العام الجاري سيكون أفضل مع النمو والنشاط الاقتصادي المتوقع، وقال إن هدف البنك الرئيسي خدمة عملائه ومساهميه والاقتصاد الوطني بالدرجة الأولى، مشيراً إلى أن البنك أطلق محفظة رقمية تبعده عن الصيرفة التقليدية، وتسهل حصول العملاء على الخدمات المصرفية.
وواصل: «التكنولوجيا المالية الحديثة مثل البلوك تشين، تستدعي القيام بوضع الأطر والنظم التي من شأنها تحفيز الاستخدام لهذه الأدوات التكنولوجية الحديثة، التي تعد هي المستقبل». (وام)
إرسال تعليق