حوار: خضر مكي وأنور داوود
بعد أقل من 24 ساعة على إعلان توليه منصب رئيس مجلس إدارة «جي إف إتش» المالية، كشف جاسم محمد الصديقي في حوار مع «الخليج» عن الاستراتيجية التي سيتولى من خلالها إدارة دفة البنك الاستثماري الذي تمتلك فيه مجموعة أبوظبي المالية والشركات التابعة أكبر حصّة فيه.
الصديقي الذي يتولّى أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة «شعاع كابيتال» رفض الخوض في مسألة الاندماج بين المؤسستين، إلا أنه أكد أن الشركتين تمتلكان نفس استراتيجية النمو والتوسع في الأعمال، مشيراً إلى أن استراتيجية الاستحواذ والاندماج على رادار الشركتين، باعتبارهما كيانات إقليمية قوية. وحول قدرته على قيادة شركتين تتنافسان في نفس الأسواق، أكد أن سوق البنوك الاستثمارية في الخليج والمنطقة ليس بالسهل، مضيفاً أن الشركتين تتطلعان لأن تكونا الرقم واحد في المنطقة وأن تسيطرا على حصص سوقية كبرى.
شدد جاسم الصديقي على أنه سيعمل على ألا تتنافس الشركتان على الصفقات المتاحة، موضحاً «بما أنني رئيس مجلس إدارة الشركتين، لن نتنافس على نفس الفرصة، وسيكون هنالك تكامل وتنسيق». فيما لم يستبعد أن يكون هناك استحواذات مشتركة من قبل «جي إف إتش» و«شعاع».
وأعلنت «شعاع» قبل أكثر من سنة، استراتيجيتها التوسعية من خلال الاستحواذ أو الدمج، فضلاً عن النمو الطبيعي للأعمال، وحاولت الاندماج مع «جي.إف.إتش» وشراء بيت الاستثمار العالمي وقدمت عرضاً لشركة أموال الكويتية، واشترت المتكاملة، وعلى الصعيد ذاته، أعلنت «جي إف إتش» أيضاً، نيتها الدخول في أنشطة الاستحواذ، مثل الاستحواذ على بنك الخير وشراء بيت الاستثمار العالمي والاندماج مع شعاع.
إطفاء أسهم الخزينة
وتوقّع الصديقي استمرار عمليات التخارج لمجموعة «جي إف إتش» من الأعمال غير الرئيسية، وخاصة في 2018، الذي من المتوقع أن يشهد تخارجاً في الربعين الأول أو الثاني، مؤكداً أن هنالك استحواذات كثيرة على رادارات الشركة، ولكن لم تصل إلى مستوى النضوج.
واستبعد الصديقي أن يتم زيادة رأسمال «جي.إف.إتش» لأهداف الاستثمار، وقال لن نرفع رأس المال إلا في حالات استثنائية كعمليات الاستحواذ الكبرى وذلك لصالح المستثمرين، كاشفاً أنه سيقترح على مجلس الإدارة أيضاً إطفاء أسهم الخزينة التي اشترتها «جي إف إتش»، طبعاً بعد موافقة وزارة التجارة والبنك المركزي في البحرين، «خاصة أن جي إف إتش اشترت تقريباً 5% من أسهمها في 2017، مشيراً إلى أن في ذلك قيمة للمساهمين، وزيادة في قيمة السهم.
ملكية استراتيجية
وعن ملكية «المتكاملة» في «جي إف إتش»، أكد الصديقي إنه لم يتم التخارج من الحصص في «جي إف إتش»، حيث كانت حصتنا 8% وارتفعت إلى ما يقارب 15%، قال الصديقي إن «المتكاملة» لم تبع سهماً واحداً من «جي.إف.إتش» وإن ما جرى هو تحويل أسهم لمصرف عجمان وبيع حصة لصندوق تابع لـ«أبوظبي المالية»، مؤكداً «أننا نمتلك (مجموعة أبوظبي المالية و«المتكاملة» وصندوق جولديلوكس)، اليوم تقريباً 15%، لتشكيل أكبر مساهمة في «جي.إف.إتش»، وأنه لا يوجد مستثمر آخر يمتلك حصة تفوق 5%، على حد تعبيره. وقال الصديقي، بصفته الرئيس التنفيذي لـ «أبوظبي المالية» «ننظر إلى جي إف إتش كاستثمار استراتيجي، حيث قررنا في مجلس الإدارة أن أعطي وقتاً أكبر في جي إف إتش لما تحمله هذه المؤسسة من فرص بشكل رئيسي، وثانياً من ضمن استراتيجية نشاطاتنا في أبوظبي المالية»، وأشار إلى أن مجلس إدارة «جي إف إتش» يضم أكفأ الشخصيات المالية في دول الخليج. وأضاف نأمل أننا بدأنا من نقطة ممتازة لشركة لديها أرباح تشغيلية وليس لديها أي مشاكل في سجلها سواء من استرجاع الأموال من مساهمين البنك أو تعويض مستثمري الصناديق.
توقعات متفائلة
وتوقّع الصديقي، بناءً على السجل التاريخي للشركة والبيانات المالية، أن يكون مستقبل المجموعة جيداً، معتبراً «جي إف إتش» من أكثر الشركات تنافسية في المنطقة، التي استطاعت إرجاع أموال للمساهمين، وعوّضت جميع المستثمرين في الصناديق، بعكس صناديق عالمية مثل الأمريكية التي لم تعوّض المستثمرين خسارتهم من الأزمة المالية العالمية، حيث تساءل الصديقي عن شركة عوّضت مستثمريها خسائرهم في الصناديق غير المجموعة. مؤكداً أن هذا الأمر خلق تاريخاً قوياً للبنك.
ولفت إلى أن المجموعة استطاعت تنظيف سجلها التاريخي بنسبة 100%، وحل كافة المشاكل السابقة، وخاصة أن «جي إف إتش»، تعتبر قصة نجاح المؤسسات المالية التي انغمرت بسبب الأزمات وتكبدت خسائر كبيرة، إلا أنها استعادت بريقها ونموها وعادت مرة أخرى بقوة للسوق.
عمليات التخارج
وعن عمليات التخارج، توقع الصديقي استمرار عمليات التخارج للمجموعة سنوياً، حيث أكد أنه منذ بداية 2017، قامت «جي.إف.إتش» بالتخارج من مؤسسات تعليمية بأرباح كبيرة جداً بقيمة 200 مليون دولار تقريباً، مشيراً إلى أن عام 2018، سيشهد تخارجات أيضاً.
وقال إن «جي.إف.إتش» لديها أصول عالية جداً، حيث تقوم استراتيجية المجموعة على التخارج من الأعمال غير الرئيسية والتركيز على الأعمال الرئيسية، حيث من المتوقع أن نرى تخارجات من هذا القبيل في الربعين الأول والثاني من العام. وأكد أن المجموعة تتمتع بسيولة قوية تمكنها من مزاولة عملياتها الاستثمارية، كما أن عمليات التخارج ليس من أجل توفير السيولة بسبب موقعه القوي في المجموعة.
انطلاقة جديدة وأرباح مجزية
قال جاسم الصديقي، إن «المتكاملة كابيتال» استحوذت على حصة في «جي.إف.إتش» في يناير 2016، ومنذ ذلك اليوم بدأت مسيرة مختلفة للبنك، حيث تم استرجاع أموال بنحو ملياري درهم خلال 12 شهراً، وذلك بدعم البنك المركزي البحريني الذي كان له دور كبير في جعل المؤسسة على هيئتها الحالية، وبالتنسيق مع مساهمي الصناديق الذين تم تعويضهم عن الخسارة السابقة.
وأكد أن البنك استطاع في العام 2017، تحقيق ربح تشغيلي قياسي تجاوز 100 مليون دولار، وهي أرباح تشغيلية صافية وليست كأرباح استرداد الأموال والتسويات التي تحققت في 2016، موضحاً أن «جي.إف.إتش» انتقلت من أرباح تشغيلية قليلة جداً في الأعوام السابقة إلى مرحلة جديدة من النمو، مشيراً إلى توزيعات الأرباح بنحو 200 مليون دولار في عامين على شكل أرباح نقدية أو أسهم، موضحاً أن المستثمر عليه النظر إلى السنوات،
لا إلى 12 شهراً فقط
ولفت إلى أن القيمة السوقية لمجموعة «جي.إف.إتش» المالية في الوقت الحالي، هي أعلى قيمة سوقية للمجموعة منذ عقد، وبين الأعلى في المنطقة. لا سيما أن الأرباح التشغيلية والتوزيعات تنافس كبرى البنوك الاستثمارية الخليجية.
التوسع في ثلاثة أسواق
قال جاسم الصديقي، رداً على سؤال عن الإدراج المزمع في السعودية، إنه سيكون هنالك تواصل خلال هذا الأسبوع من إدارة السوق السعودية؛ من أجل الحصول على الموافقــــــات التنظيمية والإدراج.
لكنه أكد أن الإمارات ستكون مركزاً لتوســـــع «جي.إف.إتش»، إضافة إلى السعودية ومصر وقال: «أؤمن بأهمية أسواق الإمارات والسعودية ومصر، ولهذا ينصب تركيزنا على التوسع في هذه الأسواق الرئيسية، التي تشكل أكثر من 50% من الشرق الأوسط».
وقال إن السوق الإماراتية من أهم الأسواق بالنسبة للمجموعة؛ حيث «رأينا طفرة اقتصادية مهمة في الدولة، في ظل سهولة ممارسة الأعمال، وتشجيع الاستثمارات لعدم وجود ضريبتي الدخل والشركات.. توسعنا سيكون في الأسواق الثلاثة». وعن التخارج من الأعمال غير الرئيسية، قال سيكون التركيز على التخلص من الأعمال غير الرئيسية، والاستحواذ على الرئيسية، وتوسيع الأعمال عبر الإمارات والسعودية ومصر.
السوق غير مدرك لقيمة سهم «جي إف إتش»
أكد جاسم الصديقي رداً علــــى سؤال عن القيمة العادلة لسهم «جي إف إتش»، بالقول، إن السوق غير مدرك لقيمة سهم «جي إف إتش»، مشيراً إلى أن ذلك يخلق فرصاً مهمة، وأن لغة الأرقام تشير إلى أن العائد على السهم من التوزيعات يتجاوز 6%، وهذا إيجابي بالنسبة لمؤسسة بدأت رحلة النمو، وأضاف أنه يرى «جــــي إف إتش» حالياً فــي مرحلة جديدة مشابهة للانطلاقة التي شهدتها الشركة فــي بداية 2016، مع وجود مؤشرات مشابهة تدعم هذا التوجه.
إرسال تعليق